Friday, March 26, 2010

وحدي






لما كان يوم الجمعة الموافق العاشر من ربيع الثاني من العام الحادي و الثلاثون بعد الاربعمائة و الالف من هجرة رسول الله صلي الله عليه و سلم



كنت قد علمت ان الله رزقني بطفل و لكنه لم يولد بعد ولا اخفيكم سرا ما كان لهذا الخبر من وقع على نفسي..



اذ اني كنت قد اعتدت و الله اعلم على الوحدة الموحشة في هذه الدنيا على اتساعها و زحامها وذلك اني "وهو لحكمة يعلمها الله امر متأصل في نفسي" حتى اني ومع كل هذا الكم من الاصدقاء و الزملاء.. الا اني اشعر طوال الوقت بالوحدة ولا اعلم سببا لهذا الشعور الا ان يكون اصل جبلني الله عليه



احب الوحدة كثيرا و كثيرا ما اتوق اليها عندما تكثر الاحداث في حياتي و كثيرا ما وصفني الزملاء و الاصدقاء بالمنطوي او بالهادئ وذلك يصل بي لافعال يصفها الكثيرون من اصدقائي بالغريبة فأنا مثلا احب ان الذهاب للسينما وحيدا ولا اضيق للجلوس في الاماكن المظلمة ولا امل المشي وحدي



فلطالما امضيت اوقاتا سعيدة وحدي بلا رفيق ولا انيس ولكني و الحمد لله لم امرض بالتوحد او الانفصال فلي الكثير من الخلان و الاخوان ولكن مع قرب هؤلاء الاصحاب الا اني لم يزل في نفسي شئ من هذا الشعور بالوحدة حتى عرفت بهذا الخبر



صار لي ابن "رغم كوني لا اعلم اذكر هو ام انثى الا اني اشعر في قرارة نفسي انه ذكرفهو ابني" المهم انه صار موجودا



شعور غريب لا استطيع وصفه تجاه هذا الزائر الجديد.. فأنا حتى لم اراه ولكني اشعر به بشده و اشعر معه بأن شعوري المتصل مذ رأيت الدنيا بالوحدة يتضائل و يخفت و كلما قرب وقت قدومه احس بأن امرا جلل يطرأ على حياتي



لا ازعم اني احسن معاملة الاطفال ولكني احس ان هذا القادم من بعيد ليس شيئا عاديا ولا مجرد طفل اداعبه و اضع ف فيه قطعا من السكر لاداعبه ولكنه قادم ليكمل شيئا اصيلا بداخلي شيئا احس بنقصه من اول نفس لي ف الحياة... اكاد اجزم اني افكر في هذا القادم منذ كان عمري خمسة اعوام بل و سبق ان حدثت بعضا من اهلي حول هذا الامر و انا في سن صغير



وكلما كبرت كلما اقسمت لنفسي الا اترك في ولدي هذا شيئا نقيصة شعرتها في نفسي الا و اكملتها ولا شيئا حرمت منه الا و اعطيته ولا علما حرمت منه الا و منحته اياه



و كنت قد اقسمت امامكم سابقا على امر شبه هذا الا اني و كلما اقترب وصوله للدنيا احسست بضعف و خزي شديد اذ اني لا اري في نفسي ما كنت اطمح في ان اكونه من اب ولا ما كنت ارغب في ان اعده لهذا الابن ولا اعرف من اين بدأ هذا الشعور ولكني وبرغم اي شئ حققته في حياتي الا اني احس ان ضئيل جدا



لا اعرف هل يحاسسبني ولدي يوما على هذا؟؟؟



لا اعلم و لكنه حين يفعل ساقول له: يا بني هذا اقصى ما استطعت فهل لك في انا تفعل لولدك ما هو اكتر



و حتى يسأل.... او لا يسأل انا في انتظار هذا القادم الصغير

1 comment:

A. eltaib said...

كثيرا ما نرى أنفسنا ضعفاء ولكن.... في الحقيقة أن الله خلقنا اقوياء به وبإيماننا به فهل هذا قليل أن تضعه أو تمنحع لأبنك القادم
جعله الله لك ذرية صالحة انشاء الله